منطق العرب في علوم اللّسان
الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح
يتطرّق المؤلّف في هذا الكتاب إلى الوسائل العقليّة التي اعتمد عليها النّحاة العرب الأولون في تحليلاتهم للّغة واستنباطهم لضوابطها؛ وتفسير كلّ ما خرج عن ذلك من الشواذ والتنوّعات اللّغوية. وتدخل فيها الوسائل المنهجيّة أولاً، ثمّ المفاهيم الإبستمولوجية التي بُنِيَت عليها أعمالهم العلميّة. وبيّن المؤلف بأدلّة تاريخيّة وعقليّة أنّ النّحاة الأوّلين لم يأخذوا شيئًا من منطق أرسطو، فبيّن مثلا أن الحدّ النّحويّ العربيّ عند النّحاة الأوّلين حدّ مفهوميّ من جهة وبني على ما يميّز المفهوم من غيره ليس إلّا، وحدّ إجرائيّ من جهة أخرى توصف فيه العمليّات المرتبة التي تنتهي إلى صوغ الوحدة اللّغويّة. أمّا القياس النّحويّ فهو تكافؤ في البنية أو المجرى. وهذا بعيد عن السلوجسموس الأرسطي الذي يتكون من مقدمتين ونتيجة. فالقياس العربي هو حمل شيء على شيء في الحكم الجامع بينهما. وللنحّاة مفاهيم منطقيّة هي أقرب إلى الرياضيّات الحديثة مثل الباب والنّظير والمثال. ويلجأ النحّاة إلى هذه المفاهيم أيضًا في استدلالاتهم، كما أن قياسهم الاستدلاليّ هو في الوقت نفسه برهانيّ واستكشافيّ.
آخر تحديث 12 أبريل، 2023