البنى النحويّة العربيّة
الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح
إنّ علماء النّحو الأولين ومنهم الخليل بن أحمد وتلميذه سيبويه قد انفردوا عبر التّاريخ بأصالة عجيبة في أعمالهم العلمية لم يُر لها مثيل. وقد حاول عبد الرحمن الحاج صالح أن يصف هذه الأعمال ويقيّمها بسلسلة من الدّراسات، منها هذا الكتاب الذي تناول فيه تحليل هؤلاء العلماء للبنى النّحوية؛ فقد لاحظوا أنّ النّظام اللّغوي قد بني أولًا على قسمة تركيبيّة محدودة بمواضعة وبما يستعمل من ذلك بالفعل. أما تحليلهم للكلام فلم بكن تقطيعا تسلسليا. كما لم يكن أساس التّمييز بين الوحدات عندهم مجرد الاختلاف بين الصفات الذاتية، بل لجأوا إلى طريقة تحليليّة أفقيّة عموديّة (كتفريع الفروع عندهم وحمل الشّيء على نظيره)؛ فالاختلاف بين الوحدات عندهم هو في البنية مع إيجاد التكافؤ بين البنى (القياس). وقد اجتنبوا التّخليط بين الميدان الوضعيّ والميدان الخطابيّ دون أن يغلّبوا أحدهما على الآخر. واهتمامهم بطبيعة النّظام اللّغويّ من حيث هو بنى وتراكيب أدى بهم إلى علاجها بمفاهيم ومناهج رياضيّة كالقياس وترك العلامة والباب والنّظير ووجوه التصرّف، وغير ذلك.
آخر تحديث 10 أكتوبر، 2024