ملتقى وطني: تحقيق المخطوطات في الجزائر الواقع والمأمول

الملتقى الوطني حول تحقيق المخطوطات في الجزائر بالتعاون بين المجمع الجزائري للّغة العربية وجامعة البليدة 2 لونيسي علي
في إطار جهوده لتعزيز التواصل العلمي مع مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث، شارك المجمع الجزائري للّغة العربية في تنظيم الملتقى الوطني الموسوم بـ:
“تحقيق المخطوطات في الجزائر: المنجز والمأمول”،
الذي احتضنته جامعة البليدة 2 لونيسي علي، بمشاركة أساتذة وباحثين مهتمين بالتراث المخطوط وقضاياه العلمية والمنهجية.
🖋️ وفي كلمته الافتتاحية، أكّد رئيس المجمع الجزائري للّغة العربية، البروفيسور الشريف مريبعي، أنّ المخطوطات تُعدّ الذاكرة الحيّة للأمة ومخزونها العلمي والثقافي عبر العصور، مشيرًا إلى أنّ تحقيقها وفهرستها ورقمنتها تمثّل مسؤولية وطنية كبرى تتكامل فيها جهود الباحثين والمؤسسات الأكاديمية والعلمية.
ودعا البروفيسور مريبعي إلى التعجيل بإنشاء قواعد بيانات وطنية شاملة للمخطوطات، وتوحيد معايير الفهرسة والتحقيق، وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان حفظ هذا التراث وتمكين الباحثين من الوصول إليه بسهولة ودقة.
كما أكّد أنّ المجمع يولي أهمية خاصة للتعاون مع الجامعات الجزائرية في المشاريع العلمية ذات الصلة باللغة والتراث، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ العربية لغةً للبحث والمعرفة والإبداع.
من جانبه، رحب مدير جامعة البليدة 2، البروفيسور فريد كورتل، بمشاركة المجمع الجزائري للّغة العربية في هذا الحدث العلمي، مؤكّدًا أنّ الجامعة تعتبر المخطوط جزءًا من هويتها العلمية والثقافية، وأن العناية به واجب وطني وأكاديمي يحفظ الذاكرة الجماعية للأمة.
أما رئيسة الملتقى ومديرة مخبر الدراسات الأدبية والنقدية، البروفيسورة رجاء مستور، فقد شدّدت في كلمتها على أنّ المخطوط ليس مجرّد أثرٍ ماديّ، بل هو شاهد على الإرث الثقافي ومعبّر عن روح الحضارة، داعيةً إلى تطوير آليات البحث في التراث وتحفيز الدراسات الجامعية المتخصصة في فقه التحقيق وفنون الفهرسة.
📖 واختُتمت فعاليات الملتقى بإهداء المجمع الجزائري للّغة العربية مجموعةً من إصداراته العلمية الحديثة لجامعة البليدة 2، دعمًا للتبادل المعرفي والتعاون الأكاديمي.
يسعي المجمع الجزائري للّغة العربية من خلال مشاركته في هذا الملتقى إلى الانخراط الفعّال في الحركية الأكاديمية الوطنية، ويؤمن بأنّ خدمة اللغة العربية لا تنفصل عن حفظ التراث الفكري والعلمي للأمة، بل تُعدّ امتدادًا له في عصر التحوّلات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

آخر تحديث 20 أكتوبر، 2025