اللسانيات العربية أصولها المعرفية وامتداداتها التطبيقية عند عبد الرحمن الحاج صالح “قراءة استكشافية في أهم النصوص”
تأليف: د/نعمان عبد الحميد بوقرة
اتجه البحث اللساني العربي منذ أكثر من نصف قرن إلى متابعة مستجدات النظرية اللسانية الغربية في مقاربتها لظاهرة التبليغ البشري، ومقتضايتها اللسانية والاجتماعية، معيدا طرح التساؤلات المعرفية والمنهجية حول طبيعة اللسان ونظام اللغة وكيفية عملها، وتشكلها الذهني، وخلال هذه المسيرة تشكلت أنظار مختلفة يقلد بعضها سلعة الآخر تحت مظلة التلقي والاستثمار، ويحاول بعضها الآخر التقليب في ذخائر الإرث العربي القديم لعله يجد إجابات لبعض تلك التساؤلات، منطلقا من قناعة منهجية ومعرفية مفادها تراكم المعارف وتناسل النظريات من بعضها فإن لم يكن ذلك في التفاصيل كان في الرؤية العامة، فاللغة هي اللغة والفكر هو الفكر بغض النظر عن اللحظة الزمنية المحيطة بهما، ولعل من أبرز النزعات العلمية التأصيلية التي تستحق التوقف بالنظر الحصيف ما بات يعرف في الكتابة اللسانية المعاصرة بالنظرية الخليلية الحديثة لصاحبها عبد الرحمان الحاج صالح الذي أسس لجهود لا تنكر في تحليل ظواهر اللغة المختلفة مابين طبيعتها الوضعية وبعدها الاستعمالي، وهو الأمر الذي تحاول هذه الدراسة تسليط الأضواء على جوانب مهمة منه ربما لم يلتفت إليها في سياق قراءة المنجز وتثمينة، وربطه بجهود النظار العرب في ممارسة التحليل العلمي للسان العربي إذ من الضرورة التبيه إلى التمييز بين ماهو في اللغة من صناعة العلم، وماهو فيها من طبيعة الذهن، ذلك أن بعض ما يخطئ الطالب في صفته ونعته ليس دائما خطأ في اللسان وادراك الأبنية والوحدات النحوية في ذاتها، بل في مفاهيم النظرية العلمية الواصفة لها، والتي لا يكون وصفها لطبيعة اللغة هو الوصف الأمثل لها.
نعمان بوقرة أستاذ جامعي وباحث من الجزائر عمل في جامعة باجي مختار، عنابة. ثم جامعة الملك سعود وأم القرى بالمملكة العربية السعودية. له بحوث ومشاركات علمية في مجال علوم اللسان العربي واللسانيات.
آخر تحديث 13 أكتوبر، 2024