يوم دراسي المعاجم الموجّهة للنشء واليافعين عناوين مدروسة وتجارب مختارة
نظّمت وحدة البحث في علوم اللسان التّابعة للمجمع الجزائريّ للّغة العربية، صباحَ الثاني من جوان عام ألفين وخمسة وعشرين، يومًا دراسيًا موضوعه المعاجم الموجّهة للنشء واليافعين -عناوين مدروسة وتجارب مختارة-، وهذا إحياءً لليوم العالمي للطّفولة، وقد رعى هذه التظاهرة العلميّة الأستاذ الشريف مريبعي رئيس المجمع الجزائري للغة العربية.
افتُتِح اليوم الدّراسي بآيات بيّنات من الذّكر الحكيم، قرأها الأستاذ بلال سعاوي، تلى ذلك الاستماع إلى النّشيد الوطني، وألقى السيّد رئيس المجمع كلمة افتتاحيّة رحّب فيها بالحاضرين، وأشاد بأهميّة الصناعة المعجميّة الموجّهة للطّفل، وأحال الكلمة للأستاذة سميّة هامل رئيسة اليوم الدّراسي، حيث أثنت على رعاية السيّد رئيس المجمع لهذا اليوم والمتابعة العلميّة والتنظيمية من قِبل السيّدين الكاتب العام الأستاذ الطاهر لوصيف، والكاتبة المساعدة الأستاذة فتيحة خلوت. والجهود التي بذلها كل الزملاء الباحثين والمتخصّصين في الإعلام الآلي، وكل عمال المجمع وعاملاته.
توزّعت أشغال اليوم الدّراسي على جلستين، ترأسّت الأستاذة سميرة وعزيب الجلسة الأولى، التي تضمّنت ثلاث مداخلات:
– شارك الأستاذ حميدي بن يوسف، بمداخلة عنوانها: مقدّمات المعاجم المدرسيّة (قراءة في نماذج عربية وفرنسيّة)، حيث أجرى مقارنة بين مقدّمات معاجم عربية وفرنسية، وسجّل بعض الثغرات والنّقائص في مقدّمات المعاجم العربيّة. منها غياب تفاصيل كثيرة منها: تحديد الفئة التي وُجِّهَ إليها المعجم.
– أمّا الأستاذ ماجي مصطفى فقد شارك بمداخلة عنوانها: المصطلحات الحديثة المعرّبة في المعجم المدرسي “الممتاز” لعيسى مومني –دراسة نقديّة-، عرّفنا عبرها بهذا المعجم، واختار عيّنة من المصطلحات الحديثة التي أوردها مؤلفه فيه وقارنها بمرادفاتها المتداولة، مناقشا أيُّها أنسب للمتلقي اعتمادا على اعتبارات علميّة. مختتما عرضه بتقديم مقترحات يمكن أن تسهم في سدّ الثغرات المسجّلة في الصناعة المعجميّة العربية، من هذه المقترحات تأليف معاجم مناسبة لكلّ فئة عمريّة.
– وختام الجلسة الأولى، كان بمداخلة قدّمها الأستاذان عبد النّور جميعي، وصونية بكال، عنوانها: معاجم متخصّصة للنشء: “تجربة مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللّغة العربيّة”. عرّفا من خلالها الحاضرين بسلسة الخليل التي أنجزها مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللّغة العربيّة، وأكّدا على أنّ المعاجم تساعد على تهيئة النّشء إلى تلقي معاجم متخصّصة مستقبلا، ممّا يسهم في توحيد المصطلحات، زيادة على ذلك تمكين التلميذ من التمييز ذهنيا بين المصطلح والألفاظ العامّة.
بعد استراحة قصيرة، تم استئناف مجريات اليوم الدّراسي ضمن أشغال الجلسة الثانية التي ترأسّتها الباحثة عائشة صبّان، وتضمّنت الجلسة ثلاث مداخلات متنوّعة تعرض جهود الباحثين في فرق وحدة البحث في علوم اللسان:
– المداخلة الأولى، عرضتها الأستاذة سمية هامل نيابة عن زميليْها الأستاذين: حميدة راشدي، وياسين لبيض، عنوانها: معجم سياقي باللّغة العربية موجّه للطّفل الجزائري. حيث بيّنت المرجعيات النفسية والثقافية المتبعة في إنجاز هذا المعجم، وكيفيّة تجسيدها تطبيقيًا، مع عرض نماذج وعيّنات تُظهر منهجيّة التعريف المعجمي.
– أمّا المداخلة الثانية فقدّمتها الأستاذة ويزة أعراب نيابة عن زميليْها الأستاذين: عمار صويلة، وحموش وهيبة بعنوان: القاموس المصوّر للغة العربية الموجّه للأطفال. وجاءت المداخلة للتعريف بهذا المشروع، وأسسه المعرفيّة، وكيفيّة العمل على تنفيذه عبر منصّة رقميّة.
– وقدّمت الأستاذة طاوس خلوات المداخلة الثالثة نيابة عن زميليْها الأستاذين رادي مليكة، وعبد القادر قريد، عنوانها: معجم ناطق باللغة العربية موجه للأطفال. وقد أكّدت هذه المداخلة على أهميّة المعجم الناطق لصغار السنّ الذين لم تتحقق لديهم مهارة القراءة بعد، وبيّنت كيفيّة العمل على تجسيد هذا المشروع.
بعد إتمام عرض المداخلات فُتِح باب النقاش البنّاء، وقد أثرى الحضور اللّقاء من خلال الاستفسارات والإضافات والمقترحات.
في الأخير قرأت الأستاذة كلثوم زاوي مجموعة من التوصيات التي ضبطتها لجنة من الأساتذة الحاضرين، أهمها:
*ضرورة إشراك الخبراء في صناعة معاجم مدرسية متخصصة موجّهة لكل مرحلة من مراحل التعليم، وذلك بإشراف الهيئات المعنيّة.
*العمل على توحيد المصطلحات وطنيا لسد الثغرات في التأليف المدرسي وشبه المدرسي.
*ضرورة مواكبة التطوّرات العلمية بما تحمله من مصطلحات تقنية في الصناعة المعجميّة الموجّهة للأطفال.
*ضرورة إجراء دراسات تحدّد الفئات العمرية وما يناسبها من محتوى معجمي لفظا ومعنى.
*العمل على توفير قواعد بيانات مساعدة في الصناعة المعجميّة المعاصرة.
انتهت أشغال اليوم الدراسي في منتصف النهار، بتوزيع الشّهادات على المشاركين، واختتم السيّد الكاتب العام الأستاذ الطاهر لوصيف باسم السيّد رئيس المجمع الجزائري للّغة العربيّة نشاطات هذا اليوم الدّراسي، مثنيًا على كلّ من أسهم في هذه الفعاليّة العلميّة التي فتحت باب الحوار العلمي الذي يعين الباحثين على توجيه مسارهم بدقّة وإيجاد الحلول للتساؤلات والإشكاليات التي يفرضها العمل المعجمي في شقّه التطبيقي.
آخر تحديث 28 يوليو، 2025