العربية بين الحضارة والحداثة

تأليف: د.مصطفى حركات

اللغة هي ما منحه الخالق لعباده ليميّزهم عن باقي المخلوقات. وهي وعاء الفكر، والوسيلة المثلى للتواصل، كما هي أداة العلوم والآداب وواجهة الحضارات. ولكل لغات العالم تاريخ يحدد أصولها ونشأتها وعلاقتها بالمكان والزمان وثقافة ناطقيها.

أما العربية فانها كانت حسب المؤرخين مشتّتة عبر لهجات متمايزة فوحّدت، وكانت شفوية فكتبت ثم ضبط خطها حتى اصبح شبه مثالي، وكانت مبنية على السليقة فأنشئ نحوها، وكانت ألفاظها ضمن المعاجم الذهنية للأفراد والجماعات فدونت مفرداتها في الكتب، وكانت دون رضيد علمي يذكر فاستوعبت كل علوم العصر عبر الترجمات، وكانت لغة إثنية محدودة فأصبحت لغة أجناس متعددة. واتسعت رقعة نفوذها وامتد زمان ازدهارها حتى أصبحت لغة حضارة كبرى غذّت حضارات الغرب اليوم.

ولد مصطفى حركات بالجزائر. تلقى تعليمه الثانوي في مؤسسة ابن عكنون التي كانت تلقب آنذاك بالمدرسة: Médersa. ودرس فيها إلى جانب البرنامج الفرنسي اللغة العربية وآدابها والترجمة ومبادئ في الفقه. وبعد تحصله على الباكالوريا التحق بالجامعة تخصص الرياضيات.
التحق بعد تخرجه بالتعليم الثانوي وبمعهد تكوين الأساتذة ثم عيّن مفتشا عاما للعلوم الرياضية. ساهم خلال مهمته في تكوين الأساتذة ووضع المصطلحات وتأليف الكتب المدرسية.
التحق بجامعة باريس 7 وحاز منها على شهادة دكتوراه الدرجة الثالثة في اللسانيات سنة 1979 وشارك في أبحاث مركز الشعرية المقارنة بباريس، وفي سنة 1983 ترك عمله الاداري في وزارة التربية ليلتحق بجامعة الجزائر حيث درس العروض والبلاغة الحديثة واللسانيات العامة واللسانيات الصورية والفونولوجيا وذلك إلى غاية تقاعده سنة 2020 م.
سجل في جامعة باريس 7 التي حصل منها سنة 1984 على شهادة دكتوراه الدولة.
له كثير من المؤلفات في مجالت اللسانيات والصوتيات والعروض كمال ألف بعض الروايات.

آخر تحديث 13 نوفمبر، 2023