العربية بين الحضارة والحداثة

تأليف: د.مصطفى حركات

اللغة هي ما منحه الخالق لعباده ليميّزهم عن باقي المخلوقات. وهي وعاء الفكر، والوسيلة المثلى للتواصل، كما هي أداة العلوم والآداب وواجهة الحضارات. ولكل لغات العالم تاريخ يحدد أصولها ونشأتها وعلاقتها بالمكان والزمان وثقافة ناطقيها.

أما العربية فانها كانت حسب المؤرخين مشتّتة عبر لهجات متمايزة فوحّدت، وكانت شفوية فكتبت ثم ضبط خطها حتى اصبح شبه مثالي، وكانت مبنية على السليقة فأنشئ نحوها، وكانت ألفاظها ضمن المعاجم الذهنية للأفراد والجماعات فدونت مفرداتها في الكتب، وكانت دون رضيد علمي يذكر فاستوعبت كل علوم العصر عبر الترجمات، وكانت لغة إثنية محدودة فأصبحت لغة أجناس متعددة. واتسعت رقعة نفوذها وامتد زمان ازدهارها حتى أصبحت لغة حضارة كبرى غذّت حضارات الغرب اليوم.

آخر تحديث 12 أكتوبر، 2025