إطلاق مشروع معجم الرياض للّغة العربيّة المعاصرة

شارك رئيس المجمع الجزائري للغة العربية الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي يومي 26 و 27 سبتمبر 2023 في الفعاليات العلمية التي أقامها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بدعوة من الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور عبد الله الوشمي، وقد حضر الفعاليات عدد هام من رؤساء المجامع اللغوية العلمية العربية من القاهرة والعراق والسودان والكويت والشارقة وموريطانيا بالإضافة إلى جمع من العلماء من المملكة العربية السعودية ومن خارجها مثل الهند وباكستان وماليزيا. وقد خصص اليوم الأول لزيارة مقر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وهو تحفة معمارية رائعة، حيث تم استقبال المشاركين وإطلاعهم على مختلف أقسام المجمع ومشاريعه العلمية ومطبوعاته وإنجازاته في خدمة اللغة العربية. كما تم في مساء هذا اليوم الأول الإعلان عن إطلاق مشروع معجم الرياض للغة العربية المعاصرة وهو مشروع ثقافي حضاري لخدمة اللغة العربية، تمت المزاوجة فيه بين التأليف المعجمي وتكنولوجيا المعلومات التي جعلت محتوى المعجم رقميا ومتاحا على شبكة الإنترنت. ومن مزايا هذا المعجم أنه يقدم للمتصفح المعارف والشروح والمفاهيم بطريقة عصرية حيث تستعمل الفيديوهات والصور لشرح المفاهيم المختلفة سواء أكانت مفاهيم تجريبية أم غيرها .. وخصص اليوم الثاني من الفعاليات للمداخلات العلمية. وقدم رئيس المجمع الجزائري الأستاذ الشريف مريبعي محاضرة عن التأليف المعجمي الموجه للمتمدرسين في الجزائر. ولاحظ أن ما هو متاح في السوق الجزائرية من مؤلفات في هذا المجال لا يلبي حاجة المتعلم من جهة ومن جهة أخرى يغلب عليه طابع الارتجال والتسرع، ويقوم به هواة من معلمين وأساتذة لديهم رغبة في إفادة تلاميذهم، أو تشرف عليه بعض دور النشر، كما أن الطابع التجاري لا يخفى في تلك الاعمال. ثم إن أغلب القواميس التي نراها في السوق تقليدية في تأليفها فهي إما عبارة عن سلخ لقواميس قديمة، أو متكئة عليها ، حيث يقوم مؤلف المعجم بجمع عدد من الكلمات ويقوم بترتيبها في مداخل وشرحها كما تفعل المعاجم القديمة تماما. وقد استثنى الأستاذ الشريف مريبعي من تلك المعاجم “معجم الخليل الصغير” الذي ألفه مجموعة من الباحثين الدائمين في مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، وقد عد ذاك أنموذجا للصناعة المعجمية المدرسية الناجحة، لاعتبارات هي: أن هذا المعجم الموجه لتلانيذ التعليم المتوسط جاء على يد باحثين مختصين خضعوا لفترة تكوين في هذا المجال ، ثم قاموا بدراسة ميدانية للاطلاع على المعاجم المتوفرة في السوق الوطنية، ودراستها دراسة نقدية، ثم وزعوا استبيانا على تلاميذ المرحلة التعليمية المستهدفة لمعرفة توجهاتهم القرائية وأعدوا بناء على ذلك مدونة استمدوا منها المادة المعجمية، وعليه فإنهم أسسوا معجمهم على المستعمل من اللغة حقيقة لاغير. وعلى المصطلحات العلمية والحضارية التي قاموا بجردها من المقررات الدراسية العلمية للتلاميذ ومن بعض القواميس الأجنبية، فأغنوا معجمهم بالمفاهيم العلمية والحضاربة إلى جانب كمية هائلة من اللغة العامة يقدر بعشرة ملايين مفردة. ولم تفت المحاضر الإشارة إلى اعتماد مجموعة العمل على أداة إلكترونية مكنتهم من استخراج جذور الألفاظ بسهولة والإتيان بكل السياقات التي وردت فيها اللفظة ضمن المدونة النصية التي وضعوها سلفا، وكذا اعتمادهم على منصة رقمية أتاحت لهم العمل الجماعي والعمل عن بعد. وبناء على هذه المقاييس العلمية المضبوطة رأى المحاضر أن معجم “الخليل الصغير” يعد أنموذجا للصناعة المعجمية ينبغي أن يحتذى في منهجية التأليف وفي توفير المادة المعجمية.

آخر تحديث 8 نوفمبر، 2023